كيف يمكننا تعزيز الصحة النفسية للأطفال ومساعدتهم على التغلب على الصعوبات النفسية والاجتماعية؟

تعزيز الصحة النفسية للأطفال: كيف يمكننا مساعدتهم على التغلب على الصعوبات النفسية والإجتماعية؟

تعتبر الصحة النفسية للأطفال من أهم العوامل التي تؤثر على حياتهم المستقبلية بشكل كبير، فالأطفال الذين يواجهون صعوبات نفسية قد يعانون من مشاكل في التعلم والتكيف الإجتماعي والنمو العاطفي والجسدي. كما يمكن لهذه المشاكل النفسية أن تؤثر على حياة الأطفال في المستقبل، حيث يصبحون عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية والمشاكل الإجتماعية والاضطرابات النفسية.

 

لذلك، فإن الإهتمام بصحة الأطفال النفسية يعد من أهم الأولويات للعائلات والمجتمعات والحكومات والمؤسسات المختصة بتقديم الرعاية للأطفال. ويجب علينا أن نعمل سوياً لتوفير بيئة صحية وآمنة للأطفال الذين يواجهون صعوبات نفسية وخاصةً الأطفال الذين لم ينشأوا في جو عائلي مستقر، وتوفير الدعم اللازم لهم للتغلب على هذه الصعوبات والحصول على العلاج والرعاية النفسية المناسبة.

 

في هذا المقال، سنطرح كيفية تعزيز الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال وكيفية مساعدتهم على التغلب على الصعوبات النفسية والاجتماعية. بالإضافة إلى دور جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية في تعزيز الصحة النفسية للأطفال الذين تقدم لهم الرعاية وهم فاقدي السند الأسري.

 

كيف يمكننا مساعدة الأطفال الذين لم ينشأوا في جو عائلي مستقر للتغلب على الصعوبات النفسية والإجتماعية؟

أولاً، يجب العمل على توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال. يجب علينا التأكد من أن الأطفال يعيشون في بيئة خالية من العنف والاضطهاد والتمييز، وكذلك يجب أن تكون هذه البيئة محفزة على التعلم والنمو والاكتشاف. يجب أن يشعر الأطفال بأنهم آمنون ومحبوبون ومدعومون من قبل المجتمع المحيط بهم، سواء كان ذلك المجتمع الأسري أو المدرسي أو الإجتماعي.

 

ثانياً، يجب توفير الرعاية الصحية النفسية للأطفال. يعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل صحية نفسية بسبب تعرضهم للصعوبات والتحديات المختلفة، وهذا يتطلب توفير الرعاية الصحية النفسية اللازمة لهم. يمكن ذلك عن طريق تقديم الدعم النفسي الفردي للأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية، سواء كان ذلك بالتحدث مع مستشار نفسي أو الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.

 

ثالثاً، تعزيز الشعور بالقبول والإنتماء. يشعر هؤلاء الأطفال بالعُزلة والاستبعاد الإجتماعي، لذلك يحتاجون إلى الشعور بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وأنهم مقبولون ومحبوبون. لتحقيق ذلك، يمكن للمؤسسات التعليمية والمجتمعات المحلية والأُسر تقديم الدعم العاطفي والإجتماعي لهؤلاء الأطفال، وتوفير الفرص لهم للمشاركة في الأنشطة الإجتماعية والرياضية والفنية. علاوةً على ذلك، يمكن تعزيز الشعور بالقبول والإنتماء من خلال توفير فرص التطوع والعمل الخيري والتعاون في مشاريع تطوير المجتمع.

 

رابعاً، يمكن للتوعية والتثقيف بشأن الصحة النفسية أن يساعد على تحسين الوعي العام بأهمية الرعاية النفسية. يجب على المؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمعات المحلية تقديم الدعم اللازم لتحسين الصحة النفسية، وذلك من خلال توفير الخدمات الصحية النفسية وتدريب المعلمين والأخصائيين الإجتماعيين على التعامل مع هؤلاء الأطفال. وأيضا من الممكن لهذه المؤسسات توفير الموارد التثقيفية للأطفال وعائلاتهم حول كيفية التعامل مع الصعوبات النفسية وكيفية الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة.

 

أخيراً، يمثّل تعزيز الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين أولوية هامة يمكن تحقيقها عن طريق السياسات والقوانين التي تعزز الصحة النفسية وتحميها، من خلال دعم القائمين على الرعاية لتوفير الرعاية في مرحلة التنشئة، وتنفيذ البرامج المدرسية، وتحسين نوعية البيئات المجتمعية والإلكترونية. حيث تُعد برامج التعلم الإجتماعي والعاطفي المدرسية من بين أكثر الاستراتيجيات فعالية في مجال تعزيز الصحة النفسية.

 

كيف تعزز جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية الصحة النفسية للأطفال الذين تقدم لهم الرعاية وهم الأيتام وفاقدي السند الأسري؟

تهدف جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية إلى تعزيز رفاهية الأطفال وتمكينهم من مواجهة ضغوط الحياة التي يتعرضون لها، وتحقيق إمكاناتهم والمساهمة بشكل فعّال في المجتمع المحلي، حيث تساعد الصحة النفسية والرفاهية على تعزيز قدرات الفرد على اتخاذ القرارات وتطوير العلاقات الاجتماعية.

 

وتمتد جهود الجمعية بتوفير الخدمات الصحية لتشمل المستفيدين من خلال برامجها المتنوعة، مثل البيوت الآمنة وبرنامج تمكين الأسر. كما تواصل الجمعية تقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع المحلي من خلال جلسات تدريب مستهدفة، تشمل التربية الإيجابية والصحة النفسية والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

.كما تولي الجمعية اهتمامًا بالصحة البدنية والرفاهية النفسية للأطفال والشباب، من خلال الأنشطة اللامنهجية مثل الرياضة والأندية الفنية. تشمل هذه المبادرات مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل الشطرنج والجوجيتسو والباليه والموسيقى والزراعة

وتعطي الجمعية أولوية للصحة النفسية لمقدمي الرعاية، من خلال توفير سبل الوصول إلى الأطباء النفسيين وبرنامج تفريغ نفسي لهم، وتعزيز الشراكات في مجال الدعم النفسي. بالإضافة إلى ذلك، التحقت أخصائيتين نفسيتين من القرية ببرنامج الدبلوم في العلاج بالفن، حيث حصلتا على شهادات فنية ودولية وتراخيص مهنية، مما عزز قدرة الجمعية على تقديم خدمات صحة ورفاهية شاملة.

 

تعمل الجمعية أيضاً على تعزيز التدخلات الوقائية في مجال الصحة النفسية لتجنب الاضطرابات النفسية من خلال تحديد العوامل الفردية والإجتماعية والهيكلية التي تؤثر على الصحة النفسية. حيث أنّ هذه التدخلات تساهم في توفير بيئات داعمة للصحة النفسية تشمل برامج تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية، وذلك لتوفير الدعم النفسي الشامل للأطفال وتمكينهم من إكتساب المهارات الضرورية للتوجيه الحياتي ومواجهة التحديات الحياتية المختلفة، مثل التنمر والإستغلال وغيره.

 

ويتم ذلك عن طريق جلسات دورية يقوم بها الأخصائيون النفسيون في القرى مع الأطفال والشباب لتقييم الوضع النفسي لهم وإجراء التدخلات اللازمة لتعزيز الصحة النفسية لديهم والوقاية من الإضطرابات النفسية.

 

كما تشجع الجمعية أطفالها وشبابها على الإشتراك في النشاطات الرياضية والفنيّة حسب إهتماماتهم ورغباتهم، فمنهم مَن يلتحق بدورات تايكواندو، وسباحة، ورسم، وموسيقى، وشطرنج، وكرة قدم، وغيرها من الأنشطة التي تساعدهم على تفريغ الطاقات وتحسين الصحة النفسية والجسدية لديهم.

تعزيز الصحة النفسية للأطفال: كيف يمكننا مساعدتهم على التغلب على الصعوبات النفسية والإجتماعية؟
الشابة تمارا - أحد خريجات جمعية قرى الأطفال SOS
تعزيز الصحة النفسية للأطفال: كيف يمكننا مساعدتهم على التغلب على الصعوبات النفسية والإجتماعية؟
صورة الشابة تمارا (أحد خريجات الجمعية) خلال تحضيراتها للمشاركة في بطولة كأس العالم لفئة تحت سن العشرين

وبدورها تحرص الجمعية على الإحتفال بجميع المناسبات في القرى مثل عيد الأم، و إفطارات شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم اليتيم العالمي وغيرها من الإحتفاليات التي تُسعد الأطفال والشباب وتساهم في تعزيز صحتهم النفسية.

اترك تعليقاً