الصفحة الرئيسية
مركز الإعلام
المدونة
أضحية عيد الأضحى: حكمها؟شروطها؟متى تُذبح؟كيفية اختيارها؟

أضحية عيد الأضحى: حكمها؟شروطها؟متى تُذبح؟كيفية اختيارها؟

داليا خرفان

داليا خرفان

تاريخ النشر 23/11/2023
شارك
أضحية عيد الأضحى: حكمها؟شروطها؟متى تُذبح؟كيفية اختيارها؟

من أهم الشعائر الدينية في عيد الأضحى ذبح الأضاحي، وهي عبادة تتضمن ذبح الحيوانات المخصصة كتضحية لله تعالى. سنطرح في هذا المقال معنى الأضحية، وثواب ذبح الأضاحي،ووقت ذبح الأضحية، ومعايير اختيار الأضحية، وشروط المضحّي، وأثر ذبح الأضاحي على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى الحكم الشرعي لذبح الأضاحي في عيد الأضحى.

ما هي الأضحية؟

الأضحية هي كل ما يذبحه المسلم من الإبل، والبقر، والغنم يوم النحر، أي يوم عيد الأضحى المبارك وما يليه من أيام التشريق الثلاثة. قد لا يُضحّي (يذبح) المسلم الأضحية بنفسه، وإنما يوكل شخص آخر بالقيام بذلك.

ما حكم ذبح الأضاحي؟

الأضحية سُنّة، فعلها المصطفى ﷺ، كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، ويذبح الثاني عمن وحد الله من أمته عليه الصلاة والسلام.

كانت هذه عادته كل سنة، يضحي بذبيحتين، كبشين أملحين من الغنم، فهي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، يضحي الإنسان بواحدة عنه وعن أهل بيته عنه وعن زوجته وأبويه.

 ليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، واحدة عنه وعن أهل بيته وإن ضحى بأكثر فلا بأس، وإن كان عاجزاً فلا شيء عليه، إنما هي سنة مؤكدة مع القدرة، ولها ثوابٌ عظيمٌ في الدنيا والآخرة.

يعتبر القرب من الله تعالى والتضحية في سبيله من أعظم العبادات، ويُعتبر ذبح الأضاحي إحدى تلك العبادات الجليلة. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ" (الحج: 37). يعني هذا أنه ليس من الأهمية أن تصل لحوم الأضاحي إلى الله، ولكن الأهم هو تقوى القلوب والنوايا الصادقة في القرب من الله تعالى.

متى تُذبح الأضحية؟

إنّ أيام الذبح أربعة أيام: يوم الأضحى، والأيام الثلاثة التي تليه، أي أيام التشريق الثلاثة (أيام العيد).

يبدأ وقت الذبح على وجه التحديد بعد صلاة عيد الأضحى وينتهي مع غروب شمس ثالث أيام التشريق. ولا يصحّ نحر أي حيوان بنيّة الأضحية بعد انتهاء هذه المدة.

ما معايير اختيار الأضحية؟

فيما يتعلق بمعايير اختيار الأضاحي، يجب أن تكون الحيوانات التي تُقدم كأضاحي صحيَّة وخالية من العيوب الظاهرة، مثل الإعاقة أو الأمراض الخطيرة. يفضَّل أن تكون الأضاحي من الأنواع المعروفة والمشهورة، مثل الأبقار والأغنام والماعز. ينصح أيضًا بأن تكون الأضاحي في أفضل حالاتها البدنية والنفسية، مما يضمن الجودة والتميز في العبادة.

يجب أنْ تجتمع شروط الأضحية التالية فيها لكي تصحّ:

1.   امتلاك المُضحّي للأضحية بشكل شرعي: إذ لا يجوز امتلاكها من خلال السرقة، أو بمال حرام، أو عقد فاسد.

2.   النيّة: النيّة هي التي تميّز الأضحية للقُربة (التقرّب لله تعالى) عن ذبح الحيوانات لغايات أخرى.

3.   السلامة من العيوب: يُشترط على الأضحية أنْ تكون خالية من العيوب والأمراض؛ فلا تكون عمياء، أو عوراء، أو عرجاء، أو مقطوعة الأذن، أو هزيلة، أو غير قادرة على المشي، أو لم تنم أسنانها بعد أو فقدت معظم أسنانها، وغيرها من العيوب.

4.   عمر الأضحية: الحدّ الأدنى لعمر الأضحية سنة واحدة إنْ كانت من الأغنام، باستثناء الأغنام التي تتراوح أعمارها بين 6 - 12 شهراً وتكون قوية، ودسمة، وصحيّة بما يكفي لتبدو وكأنها بعمر العام.

ما هي شروط المُضحّي؟

يجب توفر الشروط التالية المُتفق عليها على المُضحّي حتى يقع عليه حكم الأضحية:

1.   الإسلام: لا يُكلّف غير المسلم بالأضحية.

2.   العقل: لا يُكلّف المسلم غير العاقل بالأضحية.

3.   الحرية: لا يُكلّف العبد المملوك المسلم العاقل بالأضحية.

4.   القدرة المالية: اختلف الفقهاء المسلمون على تحديد ضابط القدرة المالية، حيث يرى المذهب المالكي أنّ هذه المقدرة هي ثمن الأضحية في حال عدم حاجة المسلم إليه، بينما يرى الحنابلة أنّ القادر هو من يستطيع الحصول على ثمن الأضحية، حتى لو استدان ثمنها، فقط لو علم بقدرته على سدّ الدين.

من الجدير بالذكر أنّ هناك شروطاً مُختلف عليها للمُضحّي، ومنها:

·      البلوغ: يرى الشافعية أنّ البلوغ شرط من شروط المُضحّي، بينما لا يعتبرها المالكية شرطاً.

·      ألا يكون المُضحّي حاجّاً: اشترط المالكية ألا يكون المُضحّي حاجّاً من باب التخفيف على الحاجّ، لكن المذاهب الأخرى لم تشترط ذلك.

هل يجوز توكيل شخص أو جهة مختصة للقيام بذبح الأضحية؟

يجوز توكيل الذبح للمسلم، وذلك وفقاً لكافة المذاهب ما عدا المذهب المالكي، الذي لا يجوز وفقه استنابة غير المسلم في ذبح الأضحية.

ومن المُحرّم سداد أجر القائم بالذبح بإعطائه جزءاً من لحوم الأضحية أو جلدها، لكن يجوز تقديم جزء من الأضحية له كهدية بعد دفع أجره المُتّفق عليه مقابل خدمته.

وقد تختار التوكيل في الأضحية إنْ لم تُجِد الذبح، أو في حال الانشغال أو قلة الخبرة في متطلبات الأضاحي. يشمل التوكيل في الأضحية شراء الأضحية، وذبحها، وتوزيعها.

كما يلجأ العديد من المسلمين نحو توكيل جهة موثوقة بالأضحية إنْ كان قاطناً في بلد غير بلده، خاصةً إذا كان مكان إقامته الحالي دولةً غير مسلمة.

ما أثر ذبح الأضاحي على الفرد والمجتمع؟

أما بالنسبة لأثر الأضاحي على الفرد والمجتمع، فهو كبير ومتعدد الجوانب. على المستوى الفردي، تُعزز عملية ذبح الأضاحي الوعي الديني والتواصل مع الله تعالى، وتُذكِّر المسلم بتضحية النبي إبراهيم عليه السلام واختباره للتفاني والإخلاص في طاعة الله. كما تُعزِّز هذه العبادة الروابط الأُسرية والاجتماعية، حيث يشارك الأفراد في إعداد الأضاحي وتوزيعها على الأقارب والجيران والفقراء والمحتاجين، مما يُعزِّز روح التكافل والتعاون في المجتمع.

على المستوى الاجتماعي، تُسهم عملية ذبح الأضاحي في تحسين ظروف الحياة للفقراء والمحتاجين. إذ يعتبر توزيع اللحوم والمنتجات الأخرى من الأضاحي واجبًا اجتماعيًا، وتحظى به استحسان المجتمع بشكل عام. ففي الوقت نفسه الذي يُعبَّر فيه المسلمون عن تقربهم من الله، يتمكن الفقراء والمحتاجون من الاستفادة من هذه اللحوم والمواد الغذائية الهامة، مما يُساهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

باختصار، يعد عيد الأضحى المبارك وعملية ذبح الأضاحي فيه فرصة للمسلمين للتواصل مع الله تعالى والتضحية في سبيله. تُعزِّز هذه العبادة القيم الدينية والروحانية للفرد، وتُعزِّز التواصل الاجتماعي وروح التكافل في المجتمع. كما توفر فرصة للفقراء والمحتاجين لتلبية احتياجاتهم الغذائية. ويجب أن نذكر أن القدرة المالية هي المعيار الرئيسي لذبح الأضاحي في هذا العيد.

في الختام، يجب أن نؤكد على أهمية احترام الأعراف والتوجيهات الدينية المتعلقة بذبح الأضاحي، وأن يتم ذلك بطريقة حسنة وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية. يجب أن يتم توزيع الأضاحي بحسن نية وتوازن بين حقوق الأسرة وحقوق الفقراء والمحتاجين، مع المحافظة على العدل والإنصاف في التوزيع.

الفئة:
المدونة
الإبلاغ