تطرح جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية برنامج “رفاق” للتوجيه والإرشاد، وهو برنامج توجيه وإرشاد لشباب وشابات الجمعية في بيوت الشباب والشابات والذين تتراوح أعمارهم ما بين 15- 18.
بعد أن لاقت الدورة الأولى من البرنامج في 2021 والدورة الثانية في 2022 نجاحاً استثنائياً، قررت الجمعية إطلاق الدورة الثالثة هذا العام حيث ستشمل عدد أكبر من المشاركين (شباب وشابات) والمتطوعين من مختلف الميول والاهتمامات والخبرات العملية والحياتية.
ما هو برنامج رفاق؟
“رفاق” للتوجيه والإرشاد هو برنامج يعمل على تشبيك مجموعة من الشباب والشابات في جمعية قرى الأطفال والموجودين في مرحلة بيوت الشباب والشابات وتتراوح أعمارهم ما بين 15- 18 عام والذين يحتاجون أو يريدون شخصًا بالغًا مهتماً في حياتهم مع موجهين بالغين متطوعين. يهدف هذا التشبيك الى توفير نموذج يحتذى به يمكن أن يدعم الشاب/ة ويساعد في استكشاف المسارات الحياتية المختلفة الممكنة وتحديد الأهداف والمضي بها. حيث يستفيد الشباب بشكل كبير من العلاقات الودية مع البالغين الذين يلعبون دورًا إيجابيًا في المجتمع ويمكنهم أن يكونوا قدوة ملهمة وممكنة ومرشدة في سياق حياتهم.
ما أهداف برنامج “رفاق”؟
- تلقي الشاب/ة التوجيه والدعم من شخص بالغ مثقف، يساعده في تحديد أهدافه واتخاذ القرارات الصعبة.
- وجود مساحة آمنة لتبادل الأفكار والتواصل والحوار البناء في سياق خارج هيكلية الجمعية الرسمية.
- تعلم كيفية بناء علاقات آمنة وصحية مع أشخاص موثوق بهم ويمكنهم أن يكونوا قدوة للشباب.
- بناء ثقة بالمجتمع الخارجي وتوسيع الدوائر الاجتماعية والتعرف على مساحات وأشخاص وأماكن جديدة.
- تطوير المهارات الشخصية والحياتية في سياق تعلمي غير رسمي.
ما هي مدة البرنامج؟
مدة الدورة الواحدة من البرنامج هي أربعة شهور.
المتوقع من الموجهين في ما يخص الشاب/ة
- اللقاء مع الشاب/ة مرتين كل شهر لمدة ساعة ونصف أو ساعتين.
- التواصل البسيط مع الشاب/ة ما بين اللقاءات وقد يكون لمشاركة رسائل داعمة أو مقالات أو مقاطع فيديو ملهمة ومشجعة.
- تحفيز وتمكين الشاب/ة لتحديد الأهداف الخاصة بهم، ومساعدتهم على إيجاد سبل لتخطي العقبات والوصول لأهدافهم.
- مساعدة الشاب/ة على التفكير بطرق مختلفة لاتخاذ القرارات الرشيدة.
- توجيه الشاب/ة في تطوير المهارات الحياتية / الشخصية / العملية مثل مهارة إدارة المشاعر أو مهارة حل المشكلات وذلك حسب حاجة الشاب/ة.
- دعم الشاب/ة في توسيع الشبكات الاجتماعية الإيجابية وتوسيع أفاقهم من خلال تعريفهم على أنشطة ثقافية اجتماعية من خلال إما الذهاب معًا أو دلّهم عليها.
ما خطوات عمل البرنامج؟
ما هو نموذج التوجيه والإرشاد المتّبع في برنامج رفاق؟
في برنامج “رفاق” نتبع نموذج التوجيه والإرشاد التقليدي حيث يتم اللقاء بين الموجه/ة والشاب/ة بشكل فردي (واحد لواحد) في مكان عام وذلك للخروج من إطار العلاقات المرتبطة بالجمعية وحتى تكون العلاقة بين الموجه/ة والشاب/ة أكثر شمولية وتسمح للشباب بالانفتاح وتقبل التوجيه بشأن الأمور الشخصية والمرتبطة بالنمو الذاتي. ستكون العلاقة مزيج ما بين التوجيه والإرشاد وذلك بناء على حاجة كل شاب/ة. وسيكون البرنامج مزيج ما بين الرسمي (حيث يوجد عدد لقاءات محددة ومتابعة) والطبيعي (حيث لا يوجد أهداف سابقة محددة لكل شاب/ة).
ما هي المهارات والقيم العامة المطلوب تواجدها لدى الموجهين؟
- الإيمان والثقة: إيمان الموجهين بالشباب يخلق فرصة للشباب للإيمان بأنفسهم حتى تبدأ رحلة إيجاد ذواتهم، وتحديد أهداف طموحة، والرغبة بتنمية الصفات الحسنة لديهم.
- الشغف والخبرة في العمل مع الشباب: يجب على الموجهين أن يكونوا ذو خبرة بالعمل مع الشباب. تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة صعبة في حياة كل شخص، وبالأخص الأشخاص من فئات معرضة للتهميش مثل فاقدي السند الأسري. ولذلك، يجب على الموجهين أن يكونوا على دراية بتحديات هذه المرحلة وكيفية التعامل معها.
- العطف والصبر والمرونة: يجب على الموجهين خلق مساحة آمنة للشباب والعمل بالسرعة المناسبة لهم وبالخطوات التي يرى الشباب أنها مناسبة لتحقيق أهدافهم. على الموجهين أنه يكونوا صبورين ومرنين ويقوموا بإعطاء الوقت الكافي لبناء الثقة وتطوير المعارف والمهارات والقيم مع الوقت.
- الإبتكار والإبداع: المراحل الانتقالية المختلفة في حياة الشباب غالبًا ما تكون سبب للخوف من التغيير والفرص المختلفة. الهدف من هذا البرنامج هو الحوار البناء الذي يتيح للشباب فرصة لاتخاذ قرارات مهمة وتحديد أهداف بطرق غير تقليدية لكن علمية ومنطقية ومناسبة لهم.
- إعطاء التغذية الراجعة: نتعلم في هذا البرنامج من خلال التجربة لأننا نؤمن أنه لا يوجد طريق أو مسار واحد صحيح. لذلك على كل من الشباب والموجهين التأمل بإيجابيات البرنامج والجوانب التي يجب تحسينها على مستوى البرنامج، إضافة الى تقديم التغذية الراجعة الدائمة لبعضهم البعض كجزء من علاقتهم.
- المسؤولية والمساءلة: على الموجهين أن يعترفوا بأخطائهم ويتقبلوا نتائج خياراتهم وأفعالهم، ويشاركوا تأملاتهم مع الشباب ليكونوا قدوة إيجابية في حياتهم. عليهم أيضا أن يقوموا مع الوقت بتوضيح مسؤوليات الشباب لأنفسهم وذلك من أجل تحقيق أهدافهم، وأن يتأكدوا أنهم سيتقبلوا نتائج خياراتهم وأفعالهم الشخصية ويفهموا الفرق بينها وبين السياق ونتائج خيارات وأفعال الأخرين.
“رفاق” للتوجيه والإرشاد يمثل برنامجاً متميزاً يقدم فرصة قيمة للشباب والشابات للتواصل مع موجهين بالغين متطوعين، وهو خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أفضل لهم. من خلال هذا التواصل، يمكن للشباب استكشاف مساراتهم الحياتية بثقة وتحديد أهدافهم بوضوح، وهذا يسهم في تعزيز الصلات الاجتماعية وتعزيز الثقة بالنفس. إن وجود هذه العلاقات الودية والداعمة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الشباب، مما يساهم في تشكيلهم كقادة مستقبليين ومواطنين فاعلين في مجتمعاتهم.