الصفحة الرئيسية
مركز الإعلام
المدونة
أبعاد الرعاية الثمانية: وعد قرى الأطفال SOS بتوفير حياة كريمة للأطفال والشباب

أبعاد الرعاية الثمانية: وعد قرى الأطفال SOS بتوفير حياة كريمة للأطفال والشباب

داليا خرفان

داليا خرفان

تاريخ النشر 08/12/2024
شارك
أبعاد الرعاية الثمانية: وعد قرى الأطفال SOS بتوفير حياة كريمة للأطفال والشباب

تمثل أبعاد الرعاية الثمانية منهجية شاملة تهدف إلى ضمان تلبية كافة احتياجات الأطفال والشباب فاقدي السند الأسري أو الذين هم على وشك فقدانه . من خلال هذه الأبعاد، نعمل على تقديم الدعم والرعاية بأسلوب مستدام، يعزز من نموهم ويؤهلهم للاستقلالية.

ما هي أبعاد الرعاية الثمانية؟

1. الرعاية الأساسية: حجر الزاوية لتكوين الاستقرار النفسي والاجتماعي للأطفال

فهي لا تقتصر على تلبية الاحتياجات المادية فحسب، بل تشمل توفير بيئة آمنة تشجع على النمو العاطفي والتفاعل الاجتماعي الصحي. تلبية هذه الاحتياجات اليومية، مثل النظافة الشخصية، الملابس المناسبة، الطعام الصحي، الدعم الدراسي، الرعاية الصحية، والنشاطات الترفيهية، تساهم في تعزيز شعور الطفل بالاستقرار والراحة.

عندما جاء أحمد ليعيش في بيت أسري في القرية، بدأ بتلقي الخدمات المتكاملة التي يجب توفيرها لكل طفل، أصبح أحمد أكثر تقبلاً لمحيطه وشعر بالأمان وبدأ يتفاعل مع الآخرين وأصبح أكثر تقبلاً للدعم النفسي والاجتماعي.

2. المسكن: منزل يشعرهم بالانتماء

المسكن ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو مساحة تُعيد للأطفال شعورهم بالانتماء والراحة.نوفر للأطفال بيئة عائلية حيث يعيشون مع أم بديلة وإخوة وأخوات في أجواء مليئة بالدفء والحب.

عندما انتقلت سلمى للعيش في بيت أسري في قرى الأطفال، واجهت صعوبة في التكيف. بمرور الوقت، ومن خلال وجودها في جو عائلي شبيه بالعائلة البيولوجية، بدأت تشعر بالدعم والاهتمام اللذان ساعداها على استعادة شعورها بالإنتماء إلى أسرة حقيقية.

3. الأمن الغذائي: أساس الصحة والعافية

نحرص على تقديم وجبات غذائية متوازنة للأطفال تُساعدهم على النمو الجسدي والعقلي السليم. نعمل أيضاً على تثقيف الأطفال والأمهات البديلات بأهمية التغذية الصحية لضمان استمرارية هذه العادات الإيجابية في حياتهم.

في إحدى ورش الطهي الصحي، تعلم الأطفال كيفية إعداد وجبات مغذية بأنفسهم. هذه المهارة لم تكن مجرد نشاط ترفيهي، بل خطوة نحو تهيئتهم للاستقلالية في المستقبل.

4. الصحة الجسدية: أساس متين للنمو والتطور

الصحة الجسدية للأطفال ليست مجرد جانب طبي، بل هي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها نموهم العقلي والاجتماعي. نُدرك أن التحديات الصحية يمكن أن تكون عائقًا كبيرًا أمام التعليم والاستقرار العاطفي، ولهذا نعتبر الصحة الجسدية أولوية في جميع برامجنا.

نُوفر للأطفال فحوصات طبية منتظمة، وتطعيمات أساسية، وعلاج حالات طارئة، وبرامج توعية صحية لضمان صحة جسدية جيدة تعزز نموهم واستقرارهم العاطفي والاجتماعي.

عندما احتاج كريم إلى تدخل طبي عاجل، لم يقتصر دورنا على توفير العلاج المناسب في إحدى المستشفيات، بل حرصنا على متابعة حالته بعد خروجه لضمان تعافيه بشكل كامل ودعمه للعودة إلى حياته الطبيعية.

5. التعليم والمهارات: مفتاح النجاح والاستقلالية

التعليم يفتح أمام الأطفال أبواب المستقبل، نحن نقدم لهم الدعم الأكاديمي من خلال تسجيلهم في المدارس ومتابعة تقدمهم الدراسي، بالإضافة إلى اهتمامنا بتعويض الفاقد التعليمي للأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة.

لا يقتصر دورنا على توفير التعليم المنهجي فقط، بل نحرص على تعزيز مهارات الأطفال من خلال الأنشطة اللامنهجية التي تساهم في تطوير قدراتهم الفردية وصقلها. هذا الدعم يُمكّن الأطفال من اكتساب المهارات التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم الشخصية.

عندما انضمت ليلى للعيش في بيت أسري في قرى الأطفال، كانت قد انقطعت عن التعليم لفترة من الزمن. قمنا بإلحاقها ببرنامج الفاقد التعليمي، حيث تلقت دعمًا كاملاً من معلمين خصوصيين. بفضل هذا الدعم المستمر، تمكنت من تعويض ما فات من دروس وحققت تقدمًا ملحوظًا، حتى استطاعت الالتحاق بأقرانها في المدرسة دون أن تفقد سنوات دراسية. بل وأصبحت من المتفوقات في صفها.

6. سبل العيش: تمكين الأطفال لبناء مستقبل مشرق

نُركز على تمكين الأطفال من خلال تطوير مهاراتهم منذ مرحلة مبكرة لنبدأ بتهيئتهم لتحقيق استقلاليتهم في المستقبل عبر الإرشاد المستمر وتعزيز قدراتهم في مختلف المجالات؛ حيث نقدم لهم الدورات والورشات التدريبية تساعدهم في اكتشاف مواهبهم وشغفهم، وبالتالي اكتساب المهارات التكاملية لتحقيق إمكانياتهم و السعي نحو شغفهم. 

زيد، الذي بدأ تعلم المهارات التقنية في صغره من خلال البرامج التي نوفرها، اكتشف موهبته وشغفه في مجال الروبوتكس، وبدأ بصنع نماذج أولية للروبوتات وبرمجتها. سنستمر بدعمه لتطوير نفسه في المجال الذي وجد شغفه فيه.

نحن نساعد الأطفال ليس فقط في التعليم، بل أيضًا في توجيههم نحو طرق النجاح المستقبلي وبناء مسارات حياتهم المهنية. 

7. العافية العاطفية والاجتماعية: شفاء النفوس وبناء الثقة 

الأطفال الذين تعرضوا للصدمات يحتاجون إلى بيئة داعمة تساعدهم على استعادة ثقتهم بأنفسهم وتجاوز التحديات التي مروا بها. نحن نتابع حالتهم النفسية والعاطفية والاجتماعية بشكل مستمر من خلال جلسات فردية ودورية، حيث يُقيّم الأخصائيون النفسيون تقدم كل طفل بناءً على خطة فردية مُعتمدة.  

سارة، التي كانت تتفاعل ببطء في الأنشطة الاجتماعية، بدأت تشعر بالأمان بفضل دعم الأخصائيين النفسيين. من خلال هذا الدعم، استطاعت التعبير عن مخاوفها وبناء علاقات صحية مع أصدقائها ومعلميها، مما ساعدها على التكيف بشكل إيجابي مع محيطها.

8. الحماية والدمج المجتمعي: بناء عالم آمن ومتكامل

تعزيز حماية الأطفال ودمجهم في المجتمع يتطلب جهودًا جماعية من خلال التثقيف المستمر ومتابعة التحديات التي يواجهونها.

يعمل فريق حماية الطفل على توفير بيئة آمنة للأطفال من خلال تطوير مساحات آمنة ومرافق داعمة في القرى الثلاث. ويستخدم الفريق منهجيات مبتكرة مثل الألعاب التفاعلية التي تُعلّم الأطفال كيفية التعامل مع الإساءة والتعبير عن أنفسهم بثقة.

  في إطار مبادرات التوعية، أطلق الفريق فيديو صديقًا للطفل بعنوان "كيف أحمي نفسي؟"، موجهًا للأطفال من 4 إلى 12 عامًا لتعزيز وعيهم بإجراءات الحماية. كما يقوم الفريق بتنفيذ جلسات دورية مع الأطفال لمعالجة قضايا اجتماعية وعاطفية مثل التنمر والغضب والخوف، مع التركيز على دعم نموهم النفسي والاجتماعي.  

ولضمان استدامة الحماية، يخضع مقدمو الرعاية لتدريبات متخصصة حول كيفية الكشف المبكر عن حالات حماية الطفل، مما يعزز الاستجابة السريعة لأي تحديات قد يواجهها الأطفال. 

إلى جانب ذلك، تم تأسيس "برلمان الأطفال" بممثلين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا من القرى الثلاث، لتوفير منصة تُمكّن الأطفال من التعبير عن آرائهم والمشاركة الفعّالة.

رسالتنا المشتركة: معًا لبناء مستقبل مشرق للأطفال والشباب

معًا، يمكننا ضمان أن يحظى كل طفل وشاب بفرصة عادلة لبناء حياة كريمة ومستقلة.

كيف يمكنك المساعدة؟

· تبرع: استثمارك في طفل اليوم يعني مستقبلًا أكثر إشراقًا.

· تطوع: كن جزءًا من رحلة تغيير حياة الأطفال للأفضل.

· انشر الوعي: شارك رسالتنا مع الآخرين لتوسيع دائرة الأثر الإيجابي.

الفئة:
المدونة
الإبلاغ