ما فكرت إني رح أكمل 3 شهور… كملت 23 سنة!
أنا ماما شهيرة، أم في قرية أطفال إربد، أنا صحيح تقاعدت في بداية السنة، بس ما عمري رح أتقاعد عن كوني أم خرّجت 20 شاب وشابة، وربّيتهم من وهمه أطفال. يا جماعة، أنا صارعندي 3 أحفاد من أولادي، بنتين بياخدوا العقل وصبي بجنن.
أوّل ما بلشت كنت شايفة الموضوع كتير صعب لدرجة إني فكرت حالي ما رح أكمل 3 أشهر! شو اللي خلاني أكمل؟ بجمعية قرى الأطفال الواحد ما بحس حاله بوظيفة. كأم ما بتحسي حالك بشغل، انتِ أم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أم بكل وقتك وجهدك لأطفالك، أم بأولوياتك، أم بالعطاء اللي من جوا وما اله حدود.
هاد الرابط الإنساني ما بتلاقيه في أي مكان تاني، ما بتلاقيه إلا بجو العيلة اللي ما في إشي بعوَض عنه. هاد الشغل أعطاني الفرصة إني أمارس الفطرة اللي الله خالقني فيها.. فطرة الأمومة. صرت لما آخد إجازة ما أصدق وأرجع.. أحس إجازتي طولت! وهاد طبيعي لأنه الأم عمرها ما بتاخد إجازة من أطفالها، وهاد اللي صار معي، أنا تعلقت بولادي وبناتي وصاروا محور حياتي. أنا كبرتهم وكبرت معهم.. كتير فخورة فيهم كلهم، وبتمنالهم التوفيق بكل إشي. أطفالي كبروا ومنهم اللي بشتغلوا ومنهم اللي تزوجوا، ومنهم اللي صار عندهم أطفال بنادوني تيتا.
بتمنى ولادي اللي عم يشتغلوا ينجحوا بشغلهم، بتمنى بنتي اللي تخرجت صحافة وإعلام وتزوجت تكون دايماً مرتاحة ومبسوطة، وبتمنى بنتي اللي تخصصت لغة عربية بالجامعة تبدع زي دايماً، وبتمنى أطفالي اللي بعدهم بالمدرسة يضلوا متفوقين وينجحوا بحياتهم. بتمنى بنتي اللي رفضت منحتها الدراسية لأمريكا عشان ما تتغرب عني تكمل مشوارها الكبير. بنتي هبة لما كانت طالبة متفوقة بالصف العاشر طلعلها منحة تكمل دراستها في أمريكا، وأنا شجعتها وحاولت أقنعها تاخد هاي الفرصة، بس ما رضيت وحكتلي ما بدي أتغرب عنك! وأنا تضايقت كتير وزعلت انه راحت هاي الفرصة، بعد بفترة اجت هبة وحكتلي: “أنا لما شفتك زعلتي حكيت لحالي والله لأخلي ماما تفتخر فيي، رح أطلع منحة وأكمل برا وأخليكي تفتخري فيي.” وبالفعل طلع لهبة منحة ماجستير من جهدها الشخصي وطلعت تكمل دراسة في ألمانيا.
بحب أحكيلك يا هبة، انو أنا أصلاً فخورة فيكي! وبحب أحكي لكل بناتي وولادي، أنا فعلاً فخورة إني أكون أمكم، أنا فخورة إني أكون المرجع الأول لالكم بكل صغيرة وكبيرة بحياتكم، جمعتكم مع بعض عندي بالدنيا! أنا عرفت إني نجحت بمشواري كأم لما صرت أشوفكم بتفرحوا لبعض عالحلو، وبتوقفوا مع بعض عالمر، عشان هاد هو مفهوم العيلة. بشكر جمعية قرى الأطفال اللي خلتني ألتقي فيكم، وأعطتنا فرصة إنا نكون عيلة بكل معنى الكلمة.
عمو زكريا.. شكراً إلك، لولا دعمك الي ولجميع الأمهات من البداية، ولولا طاقتك الإيجابية، ما كنا رح نقدر نقدم كل اللي قدمناه. وبحب أتوجه برسالة لكل حدا بشتغل مع الأطفال.. هاي عيلتنا الكبيرة.. اللي وين ما رحنا رح نرجعلها.
كل الشكر والإحترام والحب للجميع.