الصفحة الرئيسية
مركز الإعلام
الأخبار
أمهات بديلات يرسمن فسيفساء الأمومة الصادقة

أمهات بديلات يرسمن فسيفساء الأمومة الصادقة

تاريخ النشر 21/03/2023
شارك
أمهات بديلات يرسمن فسيفساء الأمومة الصادقة

بمناسبة عيد الأم "الرأي" تسلط الضوء على نماذج أمومة تحتذى

شباب وشابات يرسلون عبر"الرأي" معايدات وفاء وعرفان ألمهاتهم في قرى الأطفال (SOS)

عمان - تالا أيوب

كلمات تدغدغ القلب، تحرك المشاعر، بوح صادق ينبع من قلب ليستقر بقلب آخر فيفيضه حنانا، ُرسمت على شكل معايدات، تحمل أسمى معاني الصدق، والأمل، والمحبة لنماذج أمومة ننحني لها تقديرًا وعرفانًا.

معايدات أطفال، بل شباب وشابات يهنئون أمهاتهم غير البيولوجيات، أفنين حياتهن بتربيتهم، سهرن على راحتهم، عّوضن السند األسري الذي فقدوه، وكن العون عند الضعف، والسند عند الحاجة.

"الرأي" تسلط الضوء على هؤالء األمهات اللواتي يعملن في جمعية قرى الأطفال الأردنية SOS بمناسبة عيد الأم، والذي يصادف في الحادي والعشرين من آذار كل عام، وتستحضر تجربتي "ماما شهيرة" و"ماما أسمهان" اللتا عملتا في قرية أطفال إربد كأمهات بديلات لمدة 23 عامًا وتقاعدن مؤخرًا، فضال عن "ماما امتياز" التي قاربت على التقاعد أيضًا.

"معايدات من القلب"

تقدم طالبة الماجستير في ألمانيا هبه أبو عيشه تهنئتها بمناسبة عيد الأم إلى "ماما شهيرة" بقولها "ربنا عوضني فيكي، انِت كنتي العوض المعجزة يلي ربنا بعتلي اياكي لحتى تعوضيني عن كل الأهل والعائلة، انِت كل أهلي يا ماما".

وتعبر أنها لن تجد كلمة توصف مدى محبتها لها، بالقول"انِت كل شيء بالنسبة لي، حتى أنني بدأت أشعر بأنني أشبههك، باللبس والطبخ وطريقة التنظيف"، مشددة على أنها لولا والدتها لما كانت بالمكان الذي هي فيه الآن، وما يصبرها على غربتها أنها تريد أن تحقق حلم والدتها وتبقيها فخورة بها.

وتبين هبه أنها ترى بوالدتها الأم الجبارة الحنونة والتي تخاف الله والتي لم تقصر معها وإخوتها بيوم من الأيام، والتي يرونها القدوة الصالحة المليئة بالعطاء والكرم والحب.

بدورها، تهنئ آيات التي تدرس الحقوق في جامعة فيالدلفيا والدتها بقولها "ماما اسمهان، انِت الحياة والأمل والثقة بالنفس والقوة بالنسبة لي، بغيابك أشعر بأنني تائهة، أنِت تساعدينني على حل مشاكلي، وتقويني، وتمنحيني الثقة بالنفس".

وتعبر أن والدتها أغلى ما تملك بحياتها، ومن خلالها عرفت معنى الأأمومة، داعية أن يطيل الله بعمرها، مهنئتها "كل عام وانِت أحلى أم بالدنيا يا رب".

من جانبه، يعايد يزن والدته "ماما امتياز" بقوله: "كبرنا يا يما والهموم صارت رفيقتنا، لكن بوجودك أشعر أني محارب شجاع، كيف لا، وانِت قوتي".

ويتابع: "هي أول من تسأل عني في غيابي، هي أول يد أجدها عندما أتعثر بالدنيا، هي السند والقوة بعز ضعفي، هي الحضن الجميل الذي ألجأ إليه، هي ضحكتي وسعادتي".

ويكمل: "لا أريد أن أقول كل عام وأنِت بخير، بل سأقول بكل تواضع كل يوم وأنِت تاج راسي لأن وجودك في حياتي هو العيد الحقيقي، والله يطول بعمرك يا أجمل وأغلى هدية بحياتي".

"بوح صادق من قلوب الأمهات"

مقتطفات من أقوال ماما شهيرة نشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي بمناسبة تقاعدها" ما فكرت إني رح أكمل 3 شهور... كملت 23 سنة!، أنا ماما شهيرة، أم في قرية أطفال إربد، أناصحيح تقاعدت في بداية السنة، بس ما عمري رح أتقاعد عن كوني أم خرّجت 20 شاب وشابة، ورّبيتهم من وهمه أطفال. يا جماعة، أنا صار عندي 3 أحفاد من أولادي، بنتين بياخدوا العقل وصبي بجنن!".

وتبين أنها بجمعية قرى األطفال لا تشعر الأم بأنها بوظيفة، لأنها أم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أم بكل أوقاتها وجهدها لأطفالها، أم بأولوياتها، أم بالعطاء النابع من داخلها ولا حدود له. مشددة على أن هذا الرابط الإنساني لا تجده في أي مكان آخر، إلا بجو عائلي لا يعوض عنه أي شيء.

وتشدد على أن هذا العمل أعطاها فرصة ممارسة الفطرة التي خلقها الله بها -الأمومة-، مبينة أنها عندما كانت تحصل على إجازتها، تتوق إلى الرجوع بسرعة لأنها تعلقت بأولادها وبناتها، وأصبحوا محور حياتها، فهي التي كبرتهم وكبرت معهم، منهم من يعمل ومن تزوج وأصبح لديه أطفال وينادونها بـ"تيتا"!

وتوجه كلامها إلى ابنتها هبة "أنا فخورة بِك وبكل بناتي وأولادي! أنا فعلاً فخورة أن أكون أمكم، وأن أكون المرجع الأول لكم بكل صغيرة وكبيرة بحياتكم، جمعتكم عندي بالدنيا! أنا عرفت إني نجحت بمشواري كأم لما صرت أشوفكم بتفرحوا لبعض عالحلو، وبتوقفوا مع بعض عالمر، عشان هاد هو مفهوم العيلة. بشكر جمعية قرى الأطفال اللي خلتني ألتقي فيكم، وأعطتنا فرصة إنا نكون عيلة بكل معنى الكلمة".

من جانبها، تقول "ماما أسمهان" عبر صفحة الجمعية على مواقع التواصل االجتماعي "رح أخليكي تبكي من الفرح! جملة قالها لي ابني وقت امتحانات التوجيهي، وبالفعل بكيت فرحاً بنجاحه!.

وتسرد جانب من تجربتها في الجمعية مع أطفالها كأم رّبت وتخّرج من عندها 15 طفل وطفلة "عندما بدأت منذ 23 سنة كان التحدي كبير، وكنت من أول الأمهات في قرية إربد، أتذكر كان تقّبل المجتمع للأطفال صعب، وكان الناس يسألوهم عن أمهاتهم وآبائهم، ولم يعرفوا كيف يجيبونهم في ذلك الوقت، فكان هدفي أن أقويهم، وأبني ثقتهم بذاتهم ليكونوا قادرين على أن يكونوا ناجحين ومتفوقين".

وتتابع رواية تجربتها بالقول "الحب إحساس؛ الحب عطاء؛ أحبهم جداً، لا أنسى أوقاتنا الممتعة، الحمدلله خرجت كل أوالدي من البيت قبل تقاعدي".

"أم بديلة.. المهنة النبيلة"

من جانبها، تقول الناطق الإعلامي باسم جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية نانسي افرام: "عيد الأم مناسبة لها خصوصية لدينا؛ لنحتفل بسيدات نذروا حياتهن لمهنة نبيلة، لأن يكن أمهات بديلات لأطفال فقدوا السند الأسري، حرموا من وجودهم مع أب وأم ضمن أسرة طبيعية".

وتضيف في حديث إلى "الرأي" هذه الأم عوضتهم الحب والحنان الذي يحتاجونه فتعتبرهم أطفالها وهم يعتبرونها أمهم، فيوم عيد الأ مميز في القرى الثلاث: عمان، إربد، العقبة؛ لأن الأطفال يعبرون عن حبهم لأمهم التي نذرت حياتها لأجلهم، في ظل احتفالات بمشاركة المجتمع المحلي وشركاؤهم الداعمين الذين يحضرون إلى القرى ويقدمون الهدايا للأمهات ويعملون أنشطة ليميزوا هذا اليوم.

وتتابع افرام "يستحق الأطفال في هذا اليوم كل الفرح، واألمهات كل التقدير؛ لأنهن نذرن أنفسهن مدة طويلة وصلت إلى 20 عاماً، بأن تكون أما لهؤلاء الأطفال، تقيم معهم في المنزل، وتعتني بهم، وتقدم لهم وجبات الطعام، وتستقبلهم عند رجوعهم من المدرسة وتلاعبهم، وتدرسهم إلى أن ينتهي اليوم ويبدأ آخر جديد".

وتشير إلى أن هناك بعض الأطفال لديهم عائلة بيولوجية إلا أنهم لا يحتفلون مع أمهاتهم البيولوجيات مفضلين الإحتفال بأمهاتهم البديلات لأنهم يقولون "الأم التي تربي وليست التي تلد". 

 

   

 

الإبلاغ