عمّان، الأردن – 22 أكتوبر 2024 – في لقاء مؤثر في فندق شيراتون عمّان، استذكرت قرى الأطفال SOS الأردنية مسيرتها الممتدة على مدار 40 عامًا، بحضور جمهور مميز من أكثر من 270شخصًا، بما في ذلك سفراء، ومسؤولون حكوميون، وممثلون دوليون، وضيوف رفيعو المستوى. كان من بين الحضور سفير الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى السفير الإسباني في الأردن، والسفير الأسترالي، وممثلين عن سفارات السويد واليابان والمكسيك. كما حضر اللقاء أعضاء مجلس الإدارة، ومديرون وطنيون سابقون، وأمهات بديلات والمتقاعدات من الجمعية، والشباب الذين يتلقون الرعاية حاليًا في قرى الأطفال، والخريجون الفخورون من الجمعية، بالإضافة إلى الداعمين والمتبرعين الذين ساهموا في هذه المسيرة. معًا، تم تسليط الضوء على التزام الجمعية الثابت تجاه الأطفال والأسر في جميع أنحاء الأردن على مدى العقود الأربعة الماضية.
افتتحت السيدة ميس النوباني، عريفة الفعالية، اللقاء بتقديم تمهيدي أضفى جوًا من التفاؤل على الحضور، وقدم المهندس مصطفى الوشاح، رئيس مجلس إدارة قرى الأطفال SOS الأردنية، الكلمة الافتتاحية التي أكد فيها على نمو الجمعية وجهودها البيئية قائلاً: " لقد بدأت هذه الجمعية بهدف واحد، وهو أن يكون لكل طفلٍ حق في الانتماء إلى أسرة، في النمو في بيئة مليئة بالحب، الاحترام، والأمان. واليوم، نرى كيف كبر هذا الحلم ليصبح رؤية شاملة، تجمع بين الرعاية البديلة، والتمكين، والمسؤولية الاجتماعية، والحفاظ على بيئتنا."
وتابع قائلاً: "لطالما ركزت استراتيجيتنا على تقديم الرعاية الشاملة للأطفال والشباب، وتهيئتهم للاستقلال. وفي الوقت ذاته، نحن ملتزمون بالاستدامة البيئية، ممثلة بمشاريع الطاقة الشمسية، وحصاد المياه، وترميم الغابات، وهذا يعكس إيماننا بأن رعاية أطفالنا تعني أيضًا رعاية الكوكب الذي سيرثونه."
بعد ذلك، أكدت السيدة لانا إدريس، المديرة التنفيذية لقرى الأطفال SOS على الأهمية العالمية لمهمة الجمعية. وذكرت: "تقف قرى الأطفال كمنارة أمل للأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم. هنا في الأردن، أصبح نموذج الرعاية شبه الأسرية مثالاً يُحتذى به، ونحن فخورون برؤية التأثير الإيجابي لهذا العمل". كما سلطت الضوء على النموذج الفريد من نوعه لخدمات الإيواء عبر البيوت الآمنة للنساء وأطفالهن، موضحة أن هذه البيوت تمكّن الأمهات من رعاية أطفالهن دون خوف. إن هذا الالتزام بتوفير بيئات آمنة لا يدعم الأطفال فحسب، بل يعزز أيضًا الأسر، مما يضمن وجود دعم للأمهات يمكنهن من تربية أطفالهن وإنشاء منازل محبة ومستقرة."
بدورها، عرضت السيدة رنا الزعبي، المديرة الوطنية لقرى الأطفال SOS الأردنية، انجازات الجمعية، قائلة: "اليوم، نقدم الرعاية لـ 444 طفلاً وشابًا سنويًا في برامجنا. منذ العام الماضي، استفادت 682 امرأة وأطفالهن من خدمات الإيواء التي نقدمها، وبلغ إجمالي المستفيدين المباشرين من مشاريعنا الأخرى 1,190 مستفيدًا. وأنا فخورة بأن 36 شابًا وشابة فوق سن العشرين عادوا لإكمال دراستهم الثانوية في السنوات الأخيرة، ونجح 31 منهم في اجتياز امتحان التوجيهي."
وأضافت: "هذه ليست مجرد أرقام، بل هي قصص نجاح حقيقية عن أمال تحققت، ومجتمعات تعززت. هذا هو جوهر ما نقوم به، وهو تزويد الأطفال والشباب بالأدوات اللازمة لبناء مستقبلهم. أود أن أشكر بصدق كل من آمن بنا ودعم رسالتنا، بدءًا من موظفينا المخلصين إلى شركائنا والمتبرعين الكرماء. لولاكم لما كان كل هذا ممكنًا."
تم عرض فيديو يستعرض رحلة الأربعين عامًا لقرى الأطفال، مسلطًا الضوء على أهم المحطات والإنجازات، مصطحباً الجمهور في رحلة بصرية عبر تفاني الجمعية في رعاية وحماية الأطفال، وتقوية الأسر، وتمكين الشباب، وغيرها من البرامج الرائدة.
تميز اللقاء بعرض من الشابات والشباب في قرى الأطفال، حيث صعدوا إلى المنصة ليقدموا أنفسهم بفخر ويشاركوا قصصهم الشخصية. قال أحد الشباب: "لقد نشأت في قرى الأطفال، واليوم أقف أمامكم كمصم أزياء محترف." وأضافت شابة أخرى: "“كنت الأولى على دفعتي حين تخرجت من كلية الحقوق في الجامعة." مما يعكس التأثير الإيجابي لرعاية الجمعية. وتأثر الجمهور بقصصهم، حيث شهدوا بأنفسهم كيف تفوق هؤلاء الشباب والشابات ليصبحوا أفرادًا ناجحين.
وتبع ذلك لحظة مؤثرة عندما قامت الجمعية بتكريم ذكرى الأمهات والشباب والشابات وموظفي الجمعية وأعضاء مجلس الإدارة الذين توفاهم الله خلال مسيرة الجمعية. كما أشادت الفعالية بالمديرين الوطنيين السابقين، وكرمت عددًا من الأمهات البديلات لقرى الأطفال، منهن الحاليّات والمتقاعدات، اللواتي ساهمن في تشكيل حياة العديد من الأطفال.
اختتمت بعرضًا زمنيًا بصريًا جذابًا حيث شهد الضيوف رحلة قرى الأطفال الأردنية منذ تأسيسها في عام 1983 حتى دورها الحالي كقائد في مجال رعاية الأطفال والتنمية الاجتماعية. وقد شكل هذا المعرض تذكيرًا قويًا بالتزام الجمعية بضمان نمو كل طفل في بيئة مليئة بالحب والرعاية والأمان التي يستحقها.
انتهى