كيف تساهم الرعاية الذاتية للوالدين في الحد من التفكك الأسري؟

كيف تساهم الرعاية الذاتية للوالدين في الحد من التفكك الأسري؟

عادةً يضع الوالدان صحة أطفالهما على قائمة أولوياتهما بينما قد يُهملان صحتهما الذاتية (العقلية والبدنية) مما قد يؤثر سلباً على صحة الأسرة ككل بسبب الإجهاد والاستنزاف الجسدي والنفسي اللذان يتعرضان له للمحاولة في توفير كل احتياجات أطفالهما النفسية والمادية

قد يعتبر البعض أن اهتمام الوالدين بصحتهما الذاتية هي أنانية ولكن هي شيء أساسي وضروري يجب على الوالدين الإلتفات له والقيام به حتى يواصلان في رحلة العطاء والتضحيات التي يقومان بها في تربية ورعاية أولادهما، فالأم التعسية لا تستطيع إسعاد أطفالها (فاقد الشيء لا يعطيه)

 لذلك جمعنا لكم في هذا المقال طرق وممارسات الرعاية الذاتية للوالدين وخاصةً للأمهات وأثرها على الأطفال وكيف تساهم الرعاية الذاتية للوالدين في الحد من التفكك الأسري في المجتمع

كيف تمارسين الرعاية الذاتية؟

الرعاية الذاتية هي الوقت الذي تكرسينه لنفسك للقيام بطقوس أو أعمال تحبينها تبعث الراحة في النفس على المستوى البدني والعقلي والإجتماعي. يمكن أن لا يتعدّى هذا الوقت العشرة دقائق، ولكن يجب المواظبة عليها و إدماجها في الروتين اليومي الخاص بك

فمثلاً، البعض يجد راحته في القيام بالتمارين الرياضية مثل: المشي، اليوغا، السباحة، الرقص، إلخ. أو البعض يفضّل الاستماع للموسيقى أو القراءة أو حتى أخذ قيلولة لمدة قصيرة من الزمن خلال اليوم

هناك مَن يفضّل إمضاء بعض الوقت مع والديه أو أفراد أسرته والتحدّث معهم فهي كفيلة لإراحة أعصابهن. أمّا البعض الآخر يفضّل التأمّل والتنفس العميق

وإن اختلفت الطرق فإنّ جميعها تكون بمثابة معالجة نفسية تساعد الأمهات على تفريغ الإجهاد النفسي والجسدي والطاقة السلبية حتى يستطعن الإكمال في مواجهة ضغوطات الحياة وتربية أطفالهن بطريقة سويّة وصحيحة

كيف تستفيد أسرتكِ من رعايتك النفسية لنفسك؟

عندما تكون الأم مرتاحةً وذهنها صافياً تكون صبورةً أكثر مع أطفالها وأكثر مرحاً. كما أن بعد قسطٍ كافٍ من النوم يكون لديها طاقة أكثر للعب وللقيام بالأنشطة مع أطفالها. حتى أنّ صفاء الذهن يساعد الأم على التركيز بشكل أفضل على أطفالها وعلى أمورهم الخاصة

عندما تعتني الأم بنفسها فإنها تصبح أكثر قدرة على تحمّل الأوقات الصعبة، حيث يصبح لديها القدرة على حل المشاكل والتصدّي للتحديات بهدوء وثقة أكبر

بالإضافة لذلك ممارسة الرعاية الذاتية تساعد الأسرة ككل على فهم واحترام احتياجاتها الفردية وفي نفس الوقت تساعدهم على التعاطف والتراحم فيما بينهم

أخيراً وليس آخراً، عندما تهتم الأم بالرعاية الذاتية فإنها تعلّم أطفالها على ذلك أيضاً مما يؤدي إلى تنشئة جيل واعٍ يقدّر ويحترم نفسه ويرعاها ويحافظ عليها

كيف تساهم الرعاية الذاتية للوالدين في الحد من التفكك الأسري في المجتمع؟

عندما يعتني الوالدان بصحتهما وراحتهما النفسية، فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على العائلة بأكملها. فهما يصبحان أكثر قدرة على القيام بمسؤولياتهما الأسرية وتحمل الضغوطات اليومية، وبالتالي تتحسن العلاقة الأسرية وتقل النزاعات والتوترات داخل الأسرة. ومن المهم الإشارة إلى أن العائلة هي الوحدة الأساسية في المجتمع، وعندما يعيش أفراد العائلة في بيئة عائلية صحية ومستقرة، فإن ذلك ينعكس إيجابياً على المجتمع بأكملها

فالعائلات السليمة تساهم في خلق مجتمعات سليمة، وتحد من حدوث التفكك الأسري والمشاكل الاجتماعية. لذلك، فإن العناية الذاتية بصحة الوالدين تعتبر من الأمور المهمة التي تساعد على الحفاظ على الأسرة وتعزيز الاستقرار الأسري، وبالتالي تساهم في بناء مجتمع أكثر استقراراً وتلاحماً

ماذا تقدم جمعية قرى الأطفال للحد من التفكك الأسري؟

تعمل الجمعية على برنامج تمكين الأُسر والذي يهدف إلى دعم الأُسر المهددة بالتخلي عن أطفالها (التفكك الأسري) لمساعدتها للبقاء معاً. يشمل هذا البرنامج عدة خدمات تقدمها الجمعية لتوفير الدعم منها التدريب والتمكين الاقتصادي لسد احتياجات الأُسر بهدف الحفاظ على تماسكها لصالح أطفالها

اترك تعليقاً