قصة ماما فريال المُلهمة

قصة ماما فريال المُلهمة

بنادوني ماما فريال، بلشت شغل كأم بديلة وأنا عمري 27 سنة.. هلا.. وبعد 21 سنة..أنا أم من كل قلبي وهادا أعظم إنجاز بحياتي . الرحلة اللي بلشتها كشغل تحوّلت لحياة… وحابة أشارككم جزء صغير من رحلتي..

 

وصلت على قرية أطفال إربد في شهر آذار  من سنة 2003، وأكيد ما كنت عارفة إني رح أقضي 21 سنة، وما كنت متصورة إني رح أربّي 20 طفل، وإنهم رح يصيروا جزء من كياني، وإني رح أكبّرهم وأكبر معهم، ويصيروا عزوتي وأعز أصحابي.

 

انا بهاي الرحلة صرت أم، أم من كل قلبي، لما أكون عم بربي ابني من وعمره سنة، وأحضر تخرجه من الجامعة.. شو ممكن نسمّي هاد الشعور؟ ما في وصف للشعور، بس الأم رح تفهم علي.. الأم هي الوحيدة اللي بتعرف انه فعلاً ما في وصف لشعور الفخر بابنك او بنتك الي شفتيهم بكبروا قدام عيونك بكل مرحلة من مراحل حياتهم، وهلا ماشيين بحياتهم، عم بشوفوا مستقبلهم، وانتي لسا عم بتراقبيهم، عشان تكوني موجودة أي وقت بحتاجوكي فيه، وبتضلي تدعيلهم بالتوفيق من رب العالمين.

 

لما أفكر برحلتي بقرى الأطفال، كتير في مواقف ما بتنتسى، وكتير في ضحك، ومزح، ودموع.. وأكترها دموع الفرح.. من لما دخلت القرية، كنت ألاقي حالي لازم العب دور الأم والأب، فما كنت بس بشتغل، كنت بعيش وبكبر مع أطفالي،تخرّج من بيتي 9 شباب وصبايا، وفي أطفال رجعوا مع أهاليهم، وحالياً أنا أم ل 4 أطفال، واحد بالروضة، وواحد صف تالت، وبنتين صف اول. ضليت أحاول أشجعهم وأدعمهم بكل الطرق وشفتهم بتطوروا، وبنجحوا بحياتهم.. وكل نجاح بملّي قلبي بالفرح والسعادة.

 

كيف كل أم بتكون مبسوطة بأولادها؟ انا متلهم.. أم مبسوطة بأولادي، أطفالي صاروا شباب، واشتغلوا على حالهم.. اللي تخرج امتياز بكالوريوس بالإرشاد النفسي، وهلا عم بكمل ماجستير، اللي قرب يخلص جامعة، واللي تخرجت هلا من الجامعة، واللي تخرجوا بتخصصات مهنية وهلا عم بشتغلوا وببنوا حالهم.. وفي عنا شب توجيهي هاي السنة.. بدرس أدبي، الله يوفقه يارب.. دعواتكم..

 

خلال هاي الرحلة، أنا صرت تيتة كمان.. بنت وولد.. طبعاً زواج بنتي كان من أحلى الذكريات بالقرية، بعد ما طبقت ال21 وقررت تاخد خطوة الزواج، بلشنا التجهيزات بالقرية، وكنت شايفة الفرحة بعيون بنتي، كل القرية عيلتها، الكل مبسوطلها وبساعد بالتجهيزات، الجاهة مع عيلتها بالقرية، والحفلة مع كل عيلتها بالقرية، وكل الوقت واحنا فرحانين بفرحتها.

 

الحمدلله قدرنا نكبرهم ونوفرلهم كل اشي، وشعور الفرح ما بينوصف لما تلاقيهم معك كل وقت بتحتاجيهم، بيوقفوا معي بالفرح والحزن، بضلوا بقلبهم معي، بدعموني كتير. لهلا الشباب والصبايا بيجتمعوا عندي، أحلى اشي جمعتهم..

 

بحب احكي لأطفالي الصغار واللي كبروا.. شكراً كتير الكم، شكراً لدعمكم الي، ولوقفتكم جمبي دايماً،  شكراً لكل لحظة عشناها مع بعضنا، وشكراً لقريتي، لعمو زكريا، وللجمعية.. بشكر الله على هاي الفرصة، وبشكر الجمعية اللي خلتني أعيشها، ووفرتلي كل اشي بحتاجه عشان أقدر أحقق اللي حققته.

Comments are closed.