“رح أخليكي تبكي من الفرح!” قصة ماما أسمهان

"رح أخليكي تبكي من الفرح!" قصة ماما أسمهان
“رح أخليكي تبكي من الفرح!”،،،
جملة حكالي اياها ابني وقت امتحانات التوجيهي، والله وخلاني أبكي. أنا ماما أسمهان، صرلي أم في قرية الأطفال في إربد من أول ما افتتحناها، يعني من ال 1999 لغاية هاد الشهر لما صار وقت التقاعد، واليوم حابة أشكركم وأودعكم بطريقتي، حابة أحكيلكم شوي عن رحلتي مع أطفالي بقرى الأطفال كأم ربّت وتخرّج من عندها 15 طفل وطفلة.
كبروا بناتي وولادي وأنا كبرت معهم. لما بلشت قبل 23 سنة كان التحدي كبير، كنت من أول الأمهات في قرية إربد، بتذكر كان تقبّل المجتمع للأطفال صعب، وكانوا الناس يسألوهم وين أمك وأبوك، بس ما يعرفوا يجاوبوا، فكان هدفي إني أقويهم، وأبني ثقتهم بذاتهم لحتى يعرفوا انهم قادرين يكونوا ناجحين ومتفوقين ويحققوا اللي بدهم اياه بالمستقبل، وبقدر أحكي إني الحمدلله نجحت إني أحقق هدفي. بتذكر مرة اجت بنتي من المدرسة عم تبكي لأنه بنات الصف مو متقبلينها، رحت عالمدرسة وعزمت بنات صفها والمعلمات كلهم عنا بعيد ميلادها، واجوا ولعبوا وانبسطوا كتير لدرجة انهم بطلوا بدهم يروحوا، ومن يومها صار عندها صاحبات بحبوها ومتقبلينها لما شافوا كيف حياتها طبيعية ما بتختلف عنهم.
وبتذكر كمان لما صرت أروح مع ابني عالصف لما كان بدو دعم ومتابعة، لحتى طلع من الأوائل، لدرجة إنه مدير المدرسة بعتلي كتاب شكر. طلع الولد بس محتاج اهتمام ومتابعة متل أي طفل تاني بعمره. هاد الطفل كبر وتخرّج، وبدرس هلأ أدب انجليزي وماشاء الله عليه بلبل إنجليزي، عفكرة هو نفسه اللي وعدني بدموع الفرح، وبالفعل بكيت يوم نجاحه بالتوجيهي، عنجد فرحة الأم بنجاح أولادها لا توصف.
الحب إحساس؛ الحب عطاء؛ بحبهم كتير، أكتر من أي اشي، ما بنسى أوقاتنا الحلوة، ما بنسى لما كانوا يتفقوا بالسر يفاجئوني بعيد ميلادي، ولما كنا نقعد عالسفرة ، ولما كنا نطلع مع بعض ونوقف مع بعض وندعم بعض، ونفهم على بعض من نظرة. الحمدلله خرجت كل أولادي من البيت قبل ما اتقاعد، في منهم رجعوا لأهلهم، وفي منهم عم بدرسوا بالمدرسة، وفي منهم بدرسوا جامعة بتخصصات حلوة ومختلفة من قانون وتصميم داخلي وأدب إنجليزي وغيرهم، وفي منهم تخرجوا من الجامعة وبيشتغلوا، بس كلهم على تواصل معي وبطمنوني على أخبارهم.
بالنهاية بحب أوجه شكر خاص لعائلة قرى الأطفال SOS عائلتي وحبايبي لأنه لولا التعاون والحب الي شفناه من الإدارة والأمهات ما كنا رح نقدر نقدم كل اللي قدمناه لأولادنا، وبحب أوجه شكر خاص لعمو زكريا مدير قرية إربد اللي دايماً داعمنا.
بتمنى لأطفالي التوفيق بحياتهم، وبهمني يعرفوا إني دايماً رح أضل ماما أسمهان، وبطلب من المجتمع ما يكون قاسي على أطفالنا، هم ما الهم ذنب، هم اجو عالدنيا أطفال بدوروا على حب وحنان العيلة.
بشكركم قرى الأطفال من قلبي عشان أعطيتوني فرصة إني أصير أم، أكون منبع الحب والحنان اللي فقدوه وهم صغار وكانوا بيحتاجوه ليكبروا ويصيروا قد حالهم، قد المجتمع، يثبتوا للناس انه هم مو ناقصهم اشي، هم مبدعين وكبروا ليصيروا أشخاص ملهمين ومؤثرين.

اترك تعليقاً